0

أثر مواقع التواصل الاجتماعي على تشكيل الوعي السياسي بالقضية الفلسطينية وحشد التضامن الدولي خلال  الحرب على غزة 2023 -2025.

يستعرض فيديو بحثي نتائج دراسة حول تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في تشكيل الوعي السياسي بالقضية الفلسطينية، ودورها في حشد التضامن الدولي خلال الحرب على غزة بين عامي 2023 و2025. يُظهر الفيديو كيف ساهمت منصات مثل إنستغرام وتيك توك في نقل الرواية الفلسطينية إلى جمهور عالمي، وتحفيز حملات الدعم والضغط السياسي عبر الفضاء الرقمي

توضح الخريطة التالية توزيع أفراد عينة البحث حسب الدول التي يقيمون فيها

أظهرت نتائج الدراسة تفوق نسبة الإناث المشاركات بنسبة 59.2% مقارنة بنسبة الذكور التي لم تتجاوز 37.9%، ما يعكس حضورًا نسائيًا لافتًا في ساحة التفاعل مع القضية الفلسطينية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هذا التفاعل النسائي، الذي اتخذ طابعًا إنسانيًا وتعبويًا في آن، يعكس دورًا متناميًا للمرأة في صياغة خطاب التضامن الرقمي وتحفيز المشاركة المجتمعية والسياسية

تؤكد الدراسة أن إنستغرام جاء في صدارة منصات التواصل الاجتماعي الأكثر استخدامًا لمتابعة الأخبار المتعلقة بالقضية الفلسطينية بنسبة 58.3%. وقد ساهم الاعتماد على هذا التطبيق – الذي يجمع بين الصورة والنص – في تسليط الضوء على الممارسات الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة. كما اعتمد المشاركون بنسبة 40% على صفحات الأخبار الفلسطينية كمصدر موثوق للمعلومة، مما يشير إلى تصاعد أهمية المحتوى المحلي في تشكيل وعي الجمهور.

أظهرت الدراسة أن الصور التي توثق المآسي في غزة، من أشلاء الضحايا إلى القصص الإنسانية المؤلمة، لعبت دورًا محوريًا في تحفيز التضامن لدى الجمهور، خاصة عند المشاركين من خارج العالم العربي. هذه الصور لم تكن مجرد توثيق بصري، بل أصبحت أداة مؤثرة في بناء خطاب عالمي مناصر للقضية الفلسطينية، وسط ضعف واضح في ثقة المشاركين بالإعلام الإسرائيلي.

في مقطع مرئي بعنوان “كيف غيرت صور الأشلاء والضحايا نظرة الأجانب تجاه القضية الفلسطينية؟”، عرضت الدراسة شهادات ثلاثة أفراد من دول غربية تحدثوا عن التحول العميق في وعيهم تجاه فلسطين بعد مشاهدتهم للصور القادمة من غزة. أكدوا أن هذا المحتوى الإنساني دفعهم للبحث، والانخراط، والمشاركة في حملات تضامن، ما يكشف فعالية الخطاب البصري في كسب التأييد الدولي.

 
في مقطع صوتي شاركت فيه أخصائية نفسية، تم تحليل التأثير العاطفي والنفسي لصور الحرب على الجمهور العالمي. أوضحت أن هذا النوع من المحتوى يمكن أن يثير مشاعر تعاطف عميق تؤدي إلى التضامن، لكنه قد يسبب في الوقت ذاته مشاعر بالذنب أو القلق أو الصدمة، مما يتطلب إدارة مسؤولة للمحتوى وتحديد الجمهور المستهدف بدقة

أخلاقيات نشر صور الضحايا والأشلاء في الحرب على غزة

في ظل تصاعد وتيرة الحرب على غزة، تطرح الدراسة إشكاليات أخلاقية تتعلق بنشر صور الضحايا، خاصة الأطفال، دون مراعاة لمشاعر ذويهم. شددت التحليلات على ضرورة احترام الكرامة الإنسانية وعدم توظيف الصور لأغراض استغلالية. ودعت إلى التوازن بين توثيق الجرائم وصدمة المتلقي، بحيث لا يتحول الرعب إلى اعتياد، مع الحرص على حماية الأطفال من المحتوى الصادم.

احترام الكرامة الإنسانية في ظل العدوان على غزة
وسط مشاهد الدمار والمجازر اليومية التي يتعرض لها المدنيون في غزة، من الضروري أن تلتزم التغطية الإعلامية باحترام الكرامة الإنسانية. يجب ألا تُستخدم صور الأشلاء والضحايا بطريقة تنزع عنهم إنسانيتهم أو تحوّلهم إلى مجرد أرقام أو مشاهد صادمة تُستهلك بصمت.

مراعاة مشاعر عائلات الشهداء والمفقودين
في غزة، حيث يُقتل الأب أمام أطفاله وتُفقد العائلات بأكملها تحت الأنقاض، تصبح الصورة أداة ذات حساسية شديدة. نشر صور الشهداء، خاصة الأطفال، دون مراعاة مشاعر ذويهم قد يزيد من الألم، حتى لو كانت النية توثيق المأساة.

التوازن بين توثيق الجرائم وصدمة المتلقي
نقل الحقيقة من غزة مسؤولية أخلاقية، لكن لا بد من التوازن بين توثيق بشاعة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال، وبين تجنب إغراق الجمهور في صور دموية قد تؤدي إلى التخدّر النفسي أو النفور. الصورة وسيلة لرفع الوعي لا لتطبيع الرعب.

النشر الهادف لا الاستغلالي
في الحرب على غزة، تصبح الصورة أداة مقاومة بحد ذاتها، لكن قيمتها تضيع إن نُشرت بلا هدف واضح. على الإعلام أن يوضح سياق الصورة، وأن يكون النشر بدافع توثيق الجريمة أو تحريك الضمير الإنساني، لا من أجل جذب المشاهدات أو إثارة الجدل.

حماية الجمهور العام وخاصة الأطفال
الصور الخارجة من غزة تحمل من الألم ما يعجز العقل عن احتماله، لذا يجب على المؤسسات الإعلامية وضع تحذيرات قبل عرض الصور الصادمة، خاصة في المنصات العامة التي يستخدمها الأطفال. الإعلام مسؤول عن كشف الحقيقة، ولكن أيضًا عن حماية المتلقي من الضرر النفسي.

Advertisement

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to top